بلدي نيوز – إدلب (محمد جبس)
يتخوف ناشطون من بدء عملية عسكرية وحشية ضد إدلب بعد إجلاء سكان قريتي "كفريا والفوعة" المواليتين، واستبدالهم مع مقاتلي وعوائل مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، وذلك ضمن اتفاق جديد بين النظام و"هيئة تحرير الشام".
وتأتي هذه المخاوف بالتزامن مع الحملات العسكرية الضخمة التي يطلقها النظام على جنوب العاصمة دمشق وريف حمص الشمالي، وقصفه بمئات الغارات الجوية.
العقيد "مصطفى بكور" القيادي في "جيش العزة"، قال لبلدي نيوز "إن قيام النظام وحلفائه بحملة ضد إدلب مرتبط بما تم الاتفاق عليه في أستانا بين روسيا وتركيا، فمن المتوقع أنه إذا نجحت تركيا في إخراج (هيئة تحرير الشام) من إدلب بشكل من الأشكال، فإن النظام والروس سيلتزمون بالاتفاق، أما إذا فشلت تركيا في طرد (تحرير الشام) فيمكن للروس والنظام أن يشنوا حملات جوية بالطيران، وذلك للضغط على المدنيين مع تحريك مكثف للخلايا النائمة للنظام من داخل إدلب للقيام بالاغتيالات والتفجيرات لتشكيل ضغط كبير على (هيئة تحرير الشام) والأتراك من خلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين."
وأضاف العقيد بكور: "أما حملة عسكرية برية لدخول إدلب فلا أتوقع أن النظام يفكر بذلك، ولكنه قد يقوم بمحاولات تقدم في منطقة الغاب وجسر الشغور لتضييق الخناق على إدلب، لأن معركة إدلب - إن فكر الروس والنظام بخوضها- فإنها ستكون المعركة الأخيرة، ولا أعتقد أن الدول الكبرى قد أنهت مشاريعها في سوريا بعد لكي تسمح للنظام بإعادة فرض سيطرته على ما تبقى من سوريا".
وأكد "البكور" أنه يجب على الفصائل في حال حاول النظام فتح معركة للسيطرة على إدلب، كسر كل الخطوط الحمراء وإعادة فتح الجبهات بشكل شامل ومتزامن وبدون دعم خارجي، لأن ذلك بكل تأكيد سيربك النظام والروس وهم غير قادرين على خوض أكثر من معركة واحدة على اتجاه واحد، وبالتالي يتم إعادة زخم الثورة السورية، "وأنا على ثقة بأن العمل المتزامن على كل الجبهات دفعة واحدة سيجعل الفصائل الثورية تحقق إنجازات كبيرة خلال أيام وتقلب المعادلة".
بدوره، قال الناشط الإعلامي "محمد الشامي" لبلدي نيوز "بالنسبة لوضع محافظة إدلب بعد خروج منطقتي الفوعة وكفريا هناك احتمال وارد (ليس مستحيلا) بحدوث اندماجات جديدة في مناطق الشمال السوري، واختفاء بعض الفصائل العسكرية الموجودة سابقا ولكن ضمن تشكيلات ومعطيات جديدة".
وأضاف: "الحديث عن عودة القصف لإدلب وريفها أمر مؤكد، وذلك يعود لأسباب أن النظام مازال يعتبر المحافظة خارج السيطرة، ويجب أن يسيطر عليها بناء على أوامر قد تكون ليست من صنعه، أو حتى لاحتواء المنطقة وخاصة أن النظام يعيش نشوة انتصارات كما يسميها، ومن ناحية المعارضة فهي تعتبر أن إدلب أصبحت الحضن الوحيد الذي يمكن أن تحتمي به بوضعها الحالي، ومن المحتمل عودة الضربات خلال الفترة القادمة لكن ضمن أهداف معينة ومحددة."
وأشار إلى أن الخيارات المطروحة اليوم أمام الفصائل تتمثل بفتح عمل عسكري جدي وحقيقي وليس كما يظن البعض عدة ضربات والانسحاب، لأن أوراق الضغط الوحيدة المتوفرة سابقا أصبحت مفقودة اليوم بخروج "الفوعة وكفريا"، ويجب أن يكون العمل العسكري المطلوب ضمن مناطق مؤثرة للنظام، وتؤدي إلى ضرر على عدة نواحي كالناحية الشعبية أو الحاضنة له، إضافة إلى مكان الثقل الأكبر لهذه القوات، والمنطقة الأكثر ترجيحا هي منطقة الساحل السوري.
فيما رأى "مصطفى عمر" وهو ناشط من إدلب أن "الوضع بعد خروج أهالي كفريا والفوعة غامض، ولا سيما أن هناك اتفاقيات ترعاها دول عالمية".
وعن عودة القصف إلى المناطق والمدن المحاذية لبلدتي "كفريا والفوعة" بعد إجلائهما"، قال لبلدي نيوز: "القصف بشكل عام لم يتوقف على المحافظة والقرى المحاذية للبلدتين.. فكل فترة ترتكب طائرات النظام مجازر، كان آخرها في مدينة إدلب".
ولفت "عمر" إلى أن الفصائل هي لعبة بيد الخارج، ولا تستطيع أن تتصرف بشيء أبداً دون موافقة الدول الداعمة، مؤكداً أنه يجب عليهم أن يتبعوا الأساليب المناسبة لحماية المدنيين وتعزيز خطوط الدفاع، وذلك إن حاول النظام أو فكر بالتقدم إلى إدلب.
يذكر أن أكثر من 11 ألف مقاتل خرجوا مع عوائلهم من الزبداني ومضايا بريف دمشق، مقابل خروج عدد من ميليشيات بلدتي "كفريا والفوعة" الشيعيتين المواليتين، وذلك بتاريخ 13 نيسان 2017، ضمن الاتفاق المتعارف عليه بـ"المدن الأربع"، والذي تم التوصل إليه بين "هيئة تحرير الشام" وحركة أحرار الشام من جهة وقوات النظام من جهة أخرى.